مذكرات حزينه

مع نفسه في هذة الليلة الظلماء لا نور يشع إلا هذا الوهج المنبعث من أشعة القمر التى تلقي

بخيوطها على أبواب البيوت ونوافذها فلا ترى إلا تلك الأطياف المتحركة في الظلام ولا تستطيع

أن تميز ما هي وما الذي يدفعها للتحرك.....كان هناك جالس في غرفته وفوق سريره المتواضع

وفي هدأة هذة الليلة المقمرة يرقب ضوئها المشع على أرجاء الكون الشاسع والساقط عليه من

خلال زجاج نافذته خاطبته نفسه ببعض الأفكار المتضاربة فحدثها وهويدعوها لفستماع إليه

بقوله :- عندما تتحول الأحلام إلى سراب يحسبه الظمآن ماء ويتحول العود الأخضر النظر

إلى ذرات خشب تذروها الرياح هنا وهناك هكذا أنا طحنتني الأيام بين رحاها وعواصفها العاتية

وتراكمت الجراح بين أحضان الضلوع بعضها فوق بعض فتنطفئ شموع الفرح فلا ترى في

تلك الظلمة سوى سراج الأحزان يشع بأنواره ورغم تكرار تعاقب الليل والنهار ورؤية شمس

الصباح المشرقة إلا أن الليل يظل يمد رواقه طوال الوقت لتغرب شمس الحقيقة بين أمواج

الأحدات المتوالية وتتضارب الأقوال والأفكار التي ليس لها إلا أن تطمس أية بارقة أمل تلوح

من بعيد وتظل الأقدام تواصل خطواتها المشتتة في طريقها الطويل وصاحب الجسد المنهك

يحاول أن يغترف من ذلك الزاد القليل لعله يرسم له الوجهة الصحيحة. وبمواصلة المسير قد

تتعثر الخطوات مرات عديدة وقد تغوص الأقدام في الوحل والرمال الكثيفة لكن عزيمة الإصرار

توهب الإنسان القوة الكافية لتخطي تلك الصعاب الوعرة.

وتتدحرج دموع تحتضر بين الأجفان لأعين أضناها السهر ويمشي القلب بين متاهات الحياة ليجد

الطرق كلها أشواك تطلق عليه السهام والخناجر من كل صوب يحاول الهرب ولكن للأسف فات

الآوان وينزف القلب بأحر الدموع وتغرق الجراح بين الدماء المتدفقة .

فجأة يرسم في مخيلته زمانا معينا يعرف أن الأقدار وضعته أمامه وجها لوجه يكتنفه الآسى و

يصبح كل شي فيه نادرا حتى الهواء النقي يصبح صعب المنال والدروب التي يمشيها يرى

الخطوات تهرع هاربة ولحظاته التى يتذوق فيها شيئ من الفرح والذي كثيرا لايلبث أن تزيحه

أمواج الأحزان إلى الشاطئ الاخر وتظل هي في الأعماق تعصف بأمواجها العاتية وبين جنبيه

نفسه الكسولة تثني عزمه وتثبط همته وتجدها تلوح له بيدها معترضة قائلة :- قف كف عن

الركض الدائم اللا منتهي وراء الأمل الطويل وليس هناك ثمة أمل وتواصل حديثها المليئ

بالمرارة :- تعبت أواجه الدنيا معك بأشواكها الدامية تعبت أزرع بذور الأمل في وادي الحرمان

القاحل وما إن تدفن البذور رجاء أن تسقيها سحابة ما حتى تهب الزوابع الرملية لقد استطعت أن

أقاوم العطش رغم حرارته اللاهبة ولكن ما يقلقني هو أن أغرق مع الطوفان .
هنا يستوقفها الفتى بقوله :- اسمعيني للنهاية أيتها النفس وكفاك من كثرة الشكوى من الماضي

فلست أول ولا آخر من إغتسل بحمم البراكين الحامية ولست الوحيدة من جرفتها مياه السيل

الخانقة للأنفاس حتى لا تدع أي رمق للحياة في الجسد.

إن حلمي سيعيش بين حنايا قلبي حتى يبزغ مع فجر النجاح يفوح شذاه ليضفي علي إشراقة

سعيدة تدع الحزن جانبا على رصيف الطرقات ولعله لا يعود .

قالت وإبتسامة ساخرة بين شفتاها :- وما هو حلمك الذي تتغنى به ؟ أجابها :- حلمي أن

أقطف الزهرة اليانعة واشم عطرها رغم أن أشواكها تدمي أناملي ....حلمي أن ارسم فرحة

في وجوه تلك الجموع اللاهثة في دروب الدنيا وإن كانت أعماقي تخنق عبراتها بين الجوانح

...حلمي أن أسير رغم وعورة الطريق حاملا بين يدي مصباح أمل يبدد ظلام الليل الحالك

حتى يستقر بي المسير...لقد رفضت أركع على جنب الغدير ارتشف جرعة ماء حتى لا يراني

شامت ويقول مسكين ذليل موجوع ولكني رفعت يدي للسماء ولو هطلت من الغيث قطرة

ورفضت أن افصح عن جرحي ووضعت النزف في عمق الضلوع يجري لأني اعرف أن الذي

يشكي حاجته للناس تحط من قدره ولأن الشمس لا ينتظر الأعمى منها رؤية حتى لو عاود الكرة

مرات ومرات.

نا تدرك النفس أنها لا بد أن تستجيب لرغبات صاحبها فأمله في مواصلة الطريق نحو الجد

والكفاح كان أقوى من يأسها المتصدع .
الرجاء ارسال الرد على الرساله ومع خالص حبي

صراحه اذا كانت بدايه فهي رائعه

سيري فالله يرعاك

اختك ختام

تسلمين ياقلبي وتسلميييييييين يافووووفففففا